وأخذ ( عليه السلام ) وليده المبارك ، وقد لُفَّ في خرقة بيضاء ، وأجرى عليه المراسم الشرعية ، فأذَّن في أُذنِه اليمنى ، وأقام في اليسرى ، ودعا بماء الفُرَات فَحنَّكه به ، ثم رَدَّهُ إلى أمه ، وقال ( عليه السلام ) لها : ( خُذِيه ، فَإِنَّهُ بَقِيَّةَ اللهِ فِي أرضِهِ ) .
لقد استقبل سليل النبوة أول صورة في دنيا الوجود ، صورة أبيه إمام المتقين ، وزعيم الموحدين ( عليه السلام ) ، وأول صوت قرع سمعه هو : اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ الله .
وهذه الكلمات المُشرِقَة هي سرُّ الوجود ، وأُنشُودَةِ المُتَّقِين .
وسمَّى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وليده المبارك باسم جده الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) تَبَرُّكاً وَتَيَمُّناً بهذا الاسم المبارك ، والذي يرمز لأَعظَم شَخصيةٍ خُلِقَت فِي دنيا الإسلام بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، والتي تَحلَّت بِجميع الفضائل .
وكانت ولادته ( عليه السلام ) في ( 11 ) ذي القعدة سنة ( 148 هـ ) ، وهذا هو المشهور بين الرُواة ، وهناك أقوال أخرى في ولادته ( عليه السلام )